إلى كل مبتلى
الابتلاء سنة كونية
أزف إليك هذه البشريات
لعلها تنفعك
فتكون من الصابرين على الابتلاء
بل من الراضين
البشرى الأولى :
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) ....
هذا لشوكة يشاكها كيف بمن يلقى من الآلام والأوجاع كل يوم بل قد يكون كل دقيقة فياله من حظ عظيم , يجمع الكثير من الحسنات كل يوم ليلقى الله بها يوم القيامة .... لا يجزع ولا يسخط بل يصبر لحكم ربه ...
البشرى الثانية :
ما ابتلاك ربك إلا لأنه يحبك , نعم يحبك ...
كما جاء في الأحاديث فيما معناه : أعظم الناس بلاءا الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل
فتأمل في حالك وفي الأحاديث , فما أعظمها من بشرى ... وستعرفها وتعرف مدى حب ربك لك يوم القيامة عندما تعرض الأعمال .. فلتبشر بكل خير ...
البشرى الثالثة :
لو كان الذي أنت فيه بسبب ذنوبك قال تعالى { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير }
وكانت هذه مصيبة , فلتبشر ..لماذا ؟
لأن الرسالة وصلتك في الدنيا فقمت من غفلتك لتنادي ربك الذي طالما عصيته فوق أرضه ... طالما ينعم عليك وتعصيه ... جاءت اللحظة ليسمع ندائك ورجوعك له ... تطلب منه الشفاء وتدعوه بأن يثبت قلبك على طاعته ... فكم من معافى في بدنه ولكن مريض القلب في غفلة عن ربه , وكم من شاب مات على معصية , فلتهنأ بأنك عرفت ربك قبل فوات الأوان ... ولتجعلها صفحة جديدة .... إسأل الله في وقت الثلث الليل الأخير وناجيه مناجاة المحب لحبيبه فإنه سبحانه سميع قريب , إشكو له همك وأدعوه ...
وأبدأ صفحة جديدة ... لا تجعل الله أهون الناظرين إليك ...
البشرى الرابعة : وبشر الصابرين ...
قال تعالى : [ وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ]... فلتبشر بكل خير ...
إصبر وقل هذا الدعاء : إنا لله وإنا إليه راجعون , لتجد الجزاء فإنك تتعامل مع رب كريم .... أبشر برحمة الله لك فيالها من بشرى ...
البشرى الخامسة :
سبب في دخول الجنة :
- قال – - : " يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب ، لو أن جلودهم كانت قرِّضت بالمقاريض " صحيح الترمذي للألباني 2/287
هل بعد كل هذه البشريات لك يا أخي وأختي المرضى , لا تستطيعون الصبر على هذا البلاء , في هذه الدنيا ....لا تستطيعون الصبر على شوية أوجاع قد تقيكم من نار الآخرة بفضل الله عليكم ....
ألا يستحق ذلك , الصبر لتحصلوا على سلعة ربكم ....
فقد جاء في الأحاديث ألا إن سلعة الله غالية ألا سلعة الله هي الجنة ..
الجنة ... الجنة ... فهل من مشمر لها
وأخيرا ...إليكم هذه الفائدة العظيمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم : هل رأيت خيراً قط ؟ هل مرّ بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب . ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة ، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مرّ بك شدة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مرّ بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط "
الصبغة أي يغمس غمسة
.... هذا قليل جدا مما لا نعلمه من عند الله وفي وصف الجنة ... فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ...
فلتصبروا ولتحتسبوا الأجر ... والموعد الجنة إن شاء الله